الأحد، 29 يوليو 2012

علم الاثار الحديث


يحاول الاثريين على مدى السنين ان يوصلوا تفسير المكتشفات الاثرية الى اقرب تفسير و ان يكون سهلا و مقبولا لدى الناس. و من هنا كانت اهمية علم الاثار، الا انه بقى تفسيرات المكتشفات تشوبها الكثير من التخيلات و الاساطير التي ربما تكون خاطئة كما ربما تكون صحيحة. ان الاثار المكتشفة ليست تدل دائما على جميع سكان تلك الفترة و جميع عناصرها انما هي جزئيات و كذلك ربما تكون كلية الموجودات في تلك الفترة. كما ان التأريخ للمواد بعضها يصل الى اقل من 50% في دقتها و بعضها تعرض على انها مئة بالمئة ثم تكتشف انها لم تكن كذلك. 
و الحقيقة الاساسية في بقاء الاثار هي عبرة و عظة في هذا الكون وضعت خاصة للانسان ليأخذ العبرة و الا ما كان الله تعالى يحث الناس ان ينظروا القرى و الحضارات التي كانت قبلنا، و لا حثنا على النظر و الدراسة في اثار البشر و الكون كله، فهي في الحقيقة عبرة و عظة اساسية تهدي الناس الى دينهم و لكن المبطلين لا يتركون الحال يسير كما هو و علينا ان نكون واعين باحثين و متأملين و ناظرين في هذه الخليقة لا بعين الاخرين انما بعين الصواب و الحقيقة و لا نقف عند منتهى واحد مستقل بل نبحث من كل الجهات، و لا خطأ لو اننا ظللنا حينا بينما الخطأ اذا توقفنا عند الخطأ و اتخذنا المضلين و المبطلين ائمة في العلوم و الاكتشافات الموجودة. و هذه هي الحقيقة و الغاية من بقاء الاثار لنا حتى نتبين كيف كانت عاقبة المجرمين و كيف هي بقايا الانسان تحفظ الى الاف و ملايين السنين دون بقايا اخرى و ان كل ذلك حفظا من رب العالمين الذي يرينا كيف بدأ الخلق و كيف ينهيه و كيف يبدأه مرة اخرى لعلنا نكون من المؤمنين الذين يجزون احسن الجزاء بدل ان نكون من الضالين و نكون في العذاب المهين  و هذا نداء صريح في القرآن الكريم بقول الله تعالى : ( قل سيروا في الارض فأنظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الاخرة ان الله على كل شيء قدير)  ( قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين)  و هذه آيتان من ايات كثيرة جدا تحث على التأمل و البحث في الارض و النظر في حياة السابقين و البحث فيها لاستخلاص الحقيقة الدالة على قدرة الله تعالى و كيف ان هؤلاء قد خلقوا و ان الله هو الخالق. لكن ليس يعني هذا ان الانسان سيفسر كل شيء على حقائقه انما سوف يحيد عن الطريق و سوف يحاول الوسواس ان يظل الناس و كذلك هناك شياطين الانس و هناك المبطلين الذين سيظلون الى يوم القيامة يحرفون الحقائق و يفسروها حسب هواهم الى ان يرو العذاب الاليم او يروا ان الحق امام اعينهم و بين ايديهم و خلفهم و بين ارجلهم و لا مناص لديهم ان ينكروا الحق الذي ليس غيره في الحياة يقول الله تعالى : ( الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا و هو العزيز الغفور)


الجدير و المثير في علماء الاثار و الذي اثارني كثيرا هو انهم يتكلمون عن مكتشفات لموقع ما و كأنها فعلية حقيقة لا جدال فيها و بعد ذلك نلقاه انه افتراضات مجموعة من عدة باحثين. كما هو الحال في حقيقة وجود الانسان و تبني اقوال داروين التي اثبت صدقها الكثيرين من المؤيدين و اسقط صدقها الكثير من المعارضين. بينما داروين نفسه في اخر عمره اصابه مرض لا شبيه له بين الناس و عذبه سنين طويلة و لم يملك لنفسه انتخابا و لا تطويرا حتى مات به. و كذلك في حقيقة عمر الانسان على الارض فمازالت متأرجحة غير مؤكدة بينما عندنا في الشرق الاوسط نرجعه الى مليون عام او اكثر ببعض مئات الالوف من السنوات لاتصل الى مليون ، و في بعض المناطق يرجعونه الى مليونين و ستمائة عام، و بعضهم يقول انها لا تزيد عن مئة الف عام.


كما ان التطور الملموس في المكتشفات من الادوات و المواد تدل كثيرا على ان الانسان بعد العشرة الاف عام   قبل الميلاد له ملامح ملموسة بشكل اوضح و ربما تكون مؤكدة انها للانسان ، و ان التطور في بعد العشرة الاف عام ظاهرة اكثر منه ما قبل ذلك، و ان التطور بعد الخمسة الاف عام قبل الميلاد اكثر وضوحا خاصة انه ظهر البرونز والنحاس و بعده الحديد و البنيات المدنية و الحضارات المساهمة في رسم صورة المدنية الانسانية في العصر الرابع و الثالث قبل الميلاد كحضارة مابين الرافدين و حضارة السند و حضارة مصر.


بينما ظل التكلم عن اصول الانسان التي ارجعها البعض الضال انه من تطور حيوان وحيد الخلية ثم حيوان برمائي ثم حيوان زاحف شبيه كما وجدوا المستحاثاة بالهيكل العظمي الانساني و القردة. ثم تطور  ما يشبه حيوان عشبي انقسم منه الشمبانزي و الانسان و ان المعثورات التي عثر عليها في اثيوبيا  و تنزانيا تشير على ان بعض ادوات الانسان كالسهام و الرماح و غيرها وجدت قريبية عند بعض الهياكل العظمية لما يشبه القرد و الانسان. و من ذلك رجحوها انها لإنسان ما قبل التاريخ و الذي يعود عمرها الى مليوني عام و اكثر، و بعد ذلك توالت اكتشافات شبيهة لتلك الهياكل في عدد من المناطف في افريقيا خاصة في اثيوبيا، و كانت ميزة هذا الهيكل انه يحمل فك شبيه بفك الانسان و جمجمة بين الانسان و القرد و جسد قريب من جسد الانسان، و ان الحمض النووي قريب في عدده من الحمض النووي الانساني و كذلك الشامبانزي مما جعلهم يعتقدون ان هذا هو الانسان القديم. 
بعد ذلك عثروا على هياكل عظمية لشبيه لذلك المخلوق و لكنها اقل انحناء في العمود الفقري الذي اسموه : ( الهومو ارتكس) اي ( الانسان المنتصب) و من ذلك ظنوا ان هو الانسان الذي تطور من الانسان البدائي الشبيه كليا بالقردة. و ان هذا الانسان وجد له بقايا ادواته في شبه الجزيرة العربية و سوريا و كذلك عثرت على آثار من هيكله العظمي  في الصين و هي عبارة عن فك شبيه بفك الانسان المنتصب بينما هذا الفك لو جئنا بالمنطق ليس فكان قطعيا تزاوره الشكوك، و عثر في اندونيسيا كذلك و في عدد من مناطق شرق اسيا و تعود الى مليون و ثمانمئة الف عام. و حقيقة ان معثورات شبه الجزيرة العربية لا يؤكدها من الناحية بقايا هياكل لمثل ذلك المخلوق بل هي ارخت لانها مشابهة لما وجد في افريقيا لهياك عظمية لذلك المخلوق و بقربه تلك الادوات المصنوعة من الحجر و ارخت بالكربون-14 الذي دل على ان العظام و الادوات بنفس الفترة. و لا نعرف حقيقة ان ذلك الهومواتكس هو انسان فعلا و لكنهم اخطأوا في دراسة هيكله او انه لم يكن انسان او انه انسان حقيقي بينما شبهه بالقردة بنسبة ضئيلة جدا تساوي النسبة الحالية بمشابهة القردة للانسان في بعض الملامح. و الخطأ او الامر الذي نراه خطأ انهم ربطوا هذا الانسان بذلك المخلوق الشبيه بالقرد ذو العمود الفقري المقوس و الاطراف الطويلة و الجمجمة القريبة من جمجمة القرد و اعتبروا هذا تطورا لتلك الهياكل و لا دليل قاطع في ذلك سوى بعض النذر اليسير جدا. كما حسبوا ان عدد الجيني في الانسان قريب من الشمبانزي الذي يفرق في عددين بينما قام احد البيولوجيين بدراسة جينات البطاطا و الانسان ووجدها متطابقة و كذلك بين عدد الكروموسومات في الدجاج و الانسان مختلفة بعدد واحد فقط! و لا يمكن بهذا ان نقول ان للانسان و الشمبانزي و البطاطا و الدجاج نفس السلف و قد انقسموا منه و لكننا نستطيع ان نقول ان هناك من سواها و اقربها لتكون مقبولة لدى بعضها و حقيقة ان الاختلافات بين بعض المخلوقات قليلة و في بعضها شاسع فهناك سر لم يكتشف بعد و لكنهم في عجالى و استعجال ليكونوا السباقين في الاكتشاف و يسعوا جاهدين ليخلدوا اسمائهم و تكون لهم الفضائل بينم المستعجل خسران.


لقد ارخوا انها كانت هجرة كبيرة للانسان من افريقيا و كانت لها طريقان، احدهما عن طريق مضيق باب المندب من جيبوتي الى اليمن ثم عبورا في الربع الخالي الى قطر و مضيق هرمز حيث كان في ذلك الوقت الخليج العربي منطقة سهلية كثيرة البرك المائية و الحيوانات و مما ادى الى استيطان الانسان في تلك المنطقة و في منطقة عمان و ساحل ايران حاليا و قد عثر على الكثير من اللقى التي تشير على وجود الانسان المنتصب هناك. 
و الطريق الثاني هو عبر  مصر الى الشام الى العراق و تركيا و سوريا، بينما هذه الطرق والهجرة هي في محل نقاش و مؤكدة نسبيا بينما مازال بها الكثير من الاختلافات و النقاشات. و ان اللقى التي وجدت عن الانسان في مناطق عدة خاصة في شبه الجزيرة العربية و اندونيسيا و وسط اسيا و تعود لنفس الفترة في محل نقاش و ان يكون الانسان قد عبر الى المنطقة في وقت اقدم مما يبدو من حساب الاثاريين و الانثروبولوجيين.

اما انه هو الانسان ما وجدوا هياكل شبيه بالقرد لا يؤكده المنطق اطلاقا و مازالت هي توهمات غير مؤكدة الى حقيقة واقعية، فلو وقفنا نحو باب التطور و الانتخاب نجد الصغير الجاهل يمكنه ان يميز ان هذا ما هو الا تخيلات و اوهام. بينما لايمكن ان تكون الصدفة يمكنها ان تنتج شكلا منتظما و ان الطبيعة لا تنتج دون قيادة مركزية حياة مزدهرة، و لا كائن مفكر. و بينما مازال يدلنا قول التطور و الانتخاب بدون اعتراف ان في بداية تكوين الانسان بؤرة مفكرة تفكر في تطوير الشكل و الدماغ و الجسد لتسخير الطبيعة في خدمته لينتج بقاء اكبر و اطول و سيطرة تامة على الكون و الا كيف قالوا: ان الانسان تطور من كائن الى كائن؟ طبيعيا لا يحدث التطور دون طلب او أمل لهدف من ذلك التطور، و لا يتحدد الهدف و الامل الا من فكر مفكر. و كما دل قولهم ان هناك فكر و ان كان ضئيلا ان يكون بؤرة و ان هذه البؤرة المفكرة هي التي كانت تدير التطوير و كانت تعرف ان هذا مناسب و هذا غير مناسب، و هذا الشكل انسب و لابد ان تكون هكذا شكل اليد و هكذا شكل العين و هذه هي الالوان افضل للنظر و هذه الاصوات مضرة فتتجاوز عن سماعها و هذه الاصوات مفيدة للسمع، كما ان يكون شكل الاذن افضل له بهذا الشكل بدل ان تاخذ شكل اذن الفيل او شكل اذن الذئب او اذن الوطواط، بينما اتخذت شكلا خاصا للانسان، كما كانت هذه البؤرة التفكيرية كانت تعرف تماما ان الانسان يجب ان يمشي على قدمين و ليس باربع، و انه كان افضل له ان تكون يديه اقل طول من جسده كما هو الحال في القردة، و كانت تعرف ان الشعر لابد ان يبقى في مواضع عدة فقط و ليس كل الجسد، و اختارت ان تكون المرأة مختلفة عن الرجل لأنها كانت تعرف ان المرأة لها كينونة مختلفة عن الرجل و اخذت للمرأة شكلا اخر عن الرجل و لها ما يميزها لتكون جذابة للرجل بصورة مختلفة عن جاذبية الحيوان الانثى للحيوان الذكر، كما انها عرفت ان الانسان سيحتاج الى اصابعه في عدة امور و انه سوف يأتي له يوم يقود سيارة و ألة طابعة و طائرة و قلم و قرطاس حتى وضعت الاصابع و اليدين و القدمين في هذه الصورة المناسبة للعمل.
فإنن كانت هذه البؤرة تفكر فكيف جائت بافكارها و علمها؟ و ان لم يكن لهذه البؤرة المفكرة في تلك الخلية الوحيدة وجود  فكيف استطاع ان يتطور بهذا الشكل ؟ و ما هو العامل الرئيسي الذي ادى الى هذا التطور؟ و ما هي القيادة التي جعلت من الانسان يتطور دون باقي الحيوانات؟ و لماذا كان تطوره مناسبا بشكل مميز في استطاعته بتحريك و قيادة الكائنات؟ و كيف اننا نستطيع ان نقول ان شيئا ما تطور دون تنظيم و دون قيادة؟
فإذا وضعنا الاوكسجين و الهيدروجين في فراغ فهل سينتج الماء مباشرة؟ طبعا لا. لابد من تهيئة المجال لذلك اذن لايمكن لشيء ان يطور نفسه تلقائيا دون تدخل او تفكير مركزي. كما انه لا يمكن ان نقول يتطور تلقائيا كما هو الحال في الانتخاب و التطور لأن في ذلك سيكون تطور زمنيا مستمرا ، اي لماذا يتوقف الانسان في هذا الشكل؟ ففي العصر الحديث تغيرت الحياة بشكل رهيب و كثرت الامراض بانواع و اشكال فلماذا الانسان لا يتطور بما يناسب لوقته؟ اي لماذا لا تكون لنا اكثر من يد لأننا محتاجين ليد اخرى في قيادة المركبات بدل ان يكون هناك مساعد اخر؟ و كما اننا نذوق ذرعا من النساء فلماذا لم يطور الانسان نفسه ليكون مزدوجا كما هو الحال في كثير من المخلوقات اي انه يتكاثر بالانقسام كما هو الحال في الدودة الشريطية او الحيوان السلف وحيد الخلية كما يظنون؟


حاول الانسان ان يكتشف كل الكون بينما نفسه لم يستطع الوصول اليها، فقد عرف الكون من النظام الفلكي ان الشمس و القمر و الكواكب و المجرات و الارض تدور و تسير في انتظام مستمر فلا يدرك هذا ذلك و لا يعتدي عليه، و ان كل ما كان له بداية يموت لتكون له نهاية. و ان الجبال و البحار و الغابات و الانهار كلها منتظمة و ليست عشوائية حتى استطاعوا ان يقسموا العالم الى انظمة تقسيمة بجدولة خاصة ، حتى نظام الارضي له طبقات يمكن تقسيمها و توضيحها و كذلك نظام المعادن مختلفة و نظام الرياح له انظمة واضحة مميزة و نظام البحار بامكانهم ان يميزوها و نظام المرض و الموت و كل شيء له نظام و نظامه مميز وواضح ، كما انهم استطاعوا ان يجدوا للامطار و المناخات نظاما و علما يعتمدون عليه في الابحاث. كما ان كل شيئ بنظام، فكيف جاء النظام من لا شيء؟؟


و في حال النظام الديني فقد وجدوا في بعض المدافن و المناطق بعض الوثنيات و بهذا اعتبروا كل العالم القديم وثني و اخذوا يفسرون كل ما يجدوه من مدافن و ما تحويه انها طقوس وثنية تعود لمعتقدات و اساطير، بينما هي في الواقع ممتزجة بين الوثنية و التوحيد، فاذا ما وجدوا ما لا يدل على الوثنية حاولوا جاهدين ان يفسروا اي من المعثورات انها اوثان.  و من ذلك استنتجت الاتي:


ان البحث الاثري الحديث يرتكز على تفسيرات تتبع هوى الباحثين أي ان المعثورات تفسر ليس بطريقة علمية خالصة انما بطريقة علمية تابعة لما يراه الباحث و ترفض كل التفاسير و ان كانت اقرب للصواب. و هذا ما يحدث في تفسير الكتابة المصرية القديمة فهي بالاطلاق صارت فرعونية و بالاطلاق صار اسمها هوروغلوفية،  كما انه بالاطلاق اسميت بعض المناطق الاثرية مسميات حسب المنطقة المكتشفة سابقا، و كذلك حسب مسميات يونانية و رومانية ، بينما تلك الحضارات لم تكن تحمل تلك المسميات و لا ضير في ذلك للدلالة و لكن كذلك من الخاطئ ان يكون مسلَّم بها و لا يجوز تغيير الاسم كلما تطورت الابحاث.
حتى ان نتاج البحث الاثري و التنقيب في شبه الجزيرة العربية صارت تفسيراته اساسية من المنطق الاوروبي في الاكتشافات، حيث وضعوا مكتشفات فرنسا هي الاساس و القياس في البحوث، رغم ان هناك ما يعارض المكتشفات و التحليلات من الباحث نفسه و لكن تبقى تحليلاتهم معتمدة و مرتكزة بشكل اساس على ما وصلوا اليه سابقا و لا يبدل اطلاقا الا بعد ضنى و مشقة و جدال و نقاش، اي انه في العصر الحديث صارت الاثار احتكارا و المكتشفات و تأويلها احتكارا لآثاريين محدودين من مناطق معينة. و لا يعترف باية ابحاث بدون ان تكون لها وصاية مباشرة من بعض البعثات الاوروبية فقط. و هذا هو اغرب شيء في علم الاثار الحديث.
فمثلا هل اننا اليوم نتساوى في القامات و الاجساد و الالوان؟ هل بعد الاف السنوات لو اكتشفوا ان هناك جثة رجل من الصين سينطبق ذلك على جميع انحاء العالم و ذلك لاننا في تللك الفترة سنسلم ان المجتمع الانسان كان اقل عددا و مرتبط اكثر من الناحية الجينية عن وقت احدث منه؟ فهذا هو التفسير الذي ساروا عليه بالاساس في التفاسير ماحقين من الروايات التاريخية ما يعارض مقتضياتهم و يؤيدون و يتمسكون في بعض الروايات المفسرة من الالواح السومرية و المصرية رغم ان هناك روايات احدث في عدة كتب تعود لفترات تصل بين الالفين و الالف عام و لا يعترفون بها اطلاقا فكيف هذا الحكم ان يكون علمي؟


تبقى حقيقة البحث الاثري تشوبها الغموض فكلما تحقق اكتشاف مواقع كانت تحديداتها اوضح و اما صلات الربط بينها فهي شبه مؤكدة لانها موحدة و ان التأريخ كذلك متقارب يدل على فترة تلك المواقع و هيئتها و لهذا فإني ارى البحث الاثري بعد العشرةالاف قبل الميلاد هو الاقرب للصحة و الموجوب لدراسته و تبيان حقائق الحضارات بينما ما يعود للملايين السنوات فهنا يجب ان نزيد من الابحاث و تطريقة التأريخ و التأويل و هذا قريبا من علم الغيبيات الغامضة.
ان معثورات كل عصر تتميز عن غيره فمعثورات الالف الاول قبل الميلاد مختلفة عن الالف الثاني و هكذا و كل حضارة تتميز عن غيرها، بينما قد ربطوا بعض المعثورات ليس على اصلها انما على الكمية و الاسبق في الاكتشاف و في هذا خطأ فادح. انما يمكن تمييزها بالاسماء بالدلالة و تغير بعد اكتشاف مصادر تلك المعثورات. 

الأحد، 8 يوليو 2012

موقع مدافن الجـــنورية

مدافن الجنورية تقع على سفح الجبال و بها ما يزيد عن مئتي قبر حسب المشاهدة السطحية ، لم استطيع معرفة الى اي زمن تعود، فمحتوى اللقى تشير الى العصر البرونزي الاخير و كذلك من شكل المدافن تدل الى العصر الحديدي.. و سوف ابحث عن اصل هذه المدافن و الى عصر تعود.
قطع الفخار المكسرة في احد المدافن

شاهدة مدفن و توضح به الصخور البيضاوية البنيان و يكون المدفن تحت الارض على شكل مستطيل

صخرة بها ثقب و اعتقد انه كان لتثبيت شيئا ما في هذه الصخرة

علامة لمدفن تحت الارض و مازال بحالة جيدة

رأس سهم ( نبل ) من البرونز واضح في وسط الصورة

علامة لأحد المدافن و يختلف بوجود المستطيلة على حدود المدفن


اهمية هذا المدفن انه عبارة عن امتداد لحضارة قامت في المنطقة و التي تتابعت معالمها و قد قمت باتباع الآثار لإكتشاف هذه الحضارة و الحمدلله هذا الاكتشاف الاخير و الحديث لي الذي تم في عام 2011 و له اهمية بما يحوي من بقايا كثيرة و لكنه للأسف تعرض للكثير من التخريب و النبش و بقايا اللقى الاثرية مبعثرة حول المدافن التي نبشت عشوائيا اي ان في الموقع الواحد نبش قبر او قبرين و تبقى الكثير مهدم بجهل النابشين بخارطة كل مدفن.